التتشددالاسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

من المعلوم أن هناك أزمات تجتاح العالم الإسلامي عموماً، وهذه الأزمات تظهر وتتجدد دائماً في فترات الانكسار والهزيمة النفسيه والاجتماعيه.
ومن أهمها أزمة الفكر الإسلامي حيث نجد طريقة قراءة النصوص القرانيه إذا أخذ بحرفيتها وليس بمقاصدها، والحالة التي أتت بها بغض النظر عن أسباب نزولها بدت شديد التناقض والأمثله كثيره :
كقوله سبحانه في سورة فصلت:
(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه
وليٌّ حميم ، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
وقوله سبحانه في سورة محمد : ( فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوَاْ إِلَى السّلْمِ وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ وَاللّهُ
مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُم أَعْمَالَكُم)
وهذا التناقض أستغل لإغواء الشباب المسلم سواءً كان من المتشددين أو من العلمانيين
والله سبحانه يقول: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات, فأما
الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ومايعلم تأويله الا الله والراسخين في
العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ومايذكر الا أولوا الألباب). فمن هم الراسخون في العلم الذين يعلمون تأويله..؟
هل هم المتشددون ودكتاتوريتهم وأفضل مثال لهم هوعندما إعتلو السلطه في أفغانستان.
أم هم العلمانيون ودكتاتوريتهم وأفضل مثال لهم تركيا وإلى حد ما فرنسا، ففي الأولى تتحالف العلمانية مع الدكتاتورية العسكرية تحت مسميات حماية الدستور العلماني من تصاعد المد الإسلامي, وفي الثانية تتحالف العلمانية مع ممارسات دكتاتورية مثل منع الحجاب أو التضييق على المسلمين تحت مسمى الاندماج أو محاربة التعددية الثقافية.
فالمتشددون والعلمانيون لايقبلون بأقل من السيطرة الكاملة على مناحي الحياة الإنسانية
فهل هؤلاء يدعون الى دين الله الذي يدعوا الى الوسطيه..؟
إننا بحاجة إلى
إعادة تأهيل أنفسنا كي نصبح بشراً بكل معنى الكلمة كي لا نبقى مجرد كائنات حية فقط

فمن يريد خيراً بالإسلام فليدعوا بإحياء فقه الخلاف الديني وذلك بطرح الأقوال الفقهية المختلفة في المسألة الواحدة ، وتعويد الناس على سماع الخلاف الفقهي ليستوعب الجمهور سعة الدلالة الشرعية وعدم اقتصارها على راي مذهبه ؛ مما يولد تسامحا وسعة أفق عند الجمهور تجاه المخالفين له في الرأي أو المذهب .